تعد سنوات الطفولة المبكرة فترة مهمة وحاسمة جداً في تطوير القدرات والمهارات لدى الأطفال الصغار، فهم يكونون في تلك السنوات أكثر قابلة للتعلم والتلقي واكتساب العادات والمهارات.
واللعب هي اللغة المفضلة لدى الأطفال في تلك السنوات، هي اللغة التي يتقبلونها ويستمعون إليها ويركزون فيها أكثر من أي لغة أخرى.
وبالتالي يجب أن تكون هي اللغة التي نركز عليها نحن أيضاً كوالدين لنتمكن من تعليمهم، وتوجيههم، وغرس العقائد السليمة، والأفكار الصحيحة، والعادات القويمة فيهم.
ولذلك نحاول دائماً في "وأهليكم" أن نضع بين أيديكم أفكاراً لألعاب مسلية وممتعة وفي الوقت نفسه نافعة ومفيدة، تساعد على تنمية المهارات وتحسين القدرات وتوسيع الآفاق لدى الأطفال.
وهنا نحن معكم بفكرة جديدة ولعبة مسلية أخرى بإذن الله، واسم لعبتنا هي "التصنيف حسب الشكل واللون".

فكرة اللعبة
تقوم فكرة لعبة "التصنيف حسب الشكل واللون" على جمع مجموعة من القطع الصغيرة بأشكال وألوان مختلفة، يجب الحرص على أن تكون هناك عدة قطع من نفس الشكل، وأن يكون ضمن الشكل نفسه هناك عدّة ألوان.
الآن سيتوجب علينا إحضار مجموعة من الأواني أو الصناديق الصغيرة، لنطلب من الطفل أن يقوم بتصنيف القطع حسب الشكل، بأن يضع القطع التي لها نفس الشكل في صينية أو صندوق محدد.
ثم بعد الانتهاء من تصنيف القطع الصغيرة حسب الشكل نطلب منه أن يقوم بتصنيف القطع العائدة لشكل واحد بحسب الألوان الموجودة فيه.
يمكن استخدام أزرار الملابس أو الخرز أو غيرها من الأشكال في اللعبة، ويجب مراقبة الطفل أثناء اللعبة لتجنب قيامه بأعمال مؤذية وضارة.
كما يمكن القيام بتجهيز الأشكال من الورق أو الكرتون المقوى وثم تلوينها بالألوان المناسبة.
فوائد اللعبة
هذه اللعبة تساعد على تعزيز قدرة الأطفال على التركيز والانتباه، كما أنها تحسن التفكير المنطقي لديهم، وتساعدهم على اكتساب مهارات الحركة الدقيقة وزيادة التنسيق بين العين وحركة اليد.
بالإضافة إلى كل هذا فإن اللعبة تساعد أيضاً على أن يتعلم الأطفال الأشكال الهندسية المختلفة، ويتعرفوا على الألوان المتنوعة، ولذلك يجب عليكم الحرص قبل بداية اللعبة أن تقوموا بشرح الأشكال، وتعريف الطفل على الألوان الموجودة في مجموعتكم.
أفكار لزيادة التحدي
يفضل البدء بشكلين ولونين في بداية اللعبة، ومن ثم زيادة الأشكال والألوان تدريجياً ليتمكن الطفل من الاستيعاب والتعلم بصورة أحسن.
كما يمكن في المراحل المتقدمة إضافة عامل الوقت إلى اللعبة بحيث يتم تحديد مدة معينة يجب الانتهاء خلالها، أو حساب المدة التي يستغرقها الطفل في التصنيف وتنفيذ المطلوب، وجعله يتنافس مع نفسه.
وهذا الأمر سيعزز فيه روح المنافسة والتحدي، مما يساعده على تحقيق الأهداف والوصول إليها بصورة أفضل.
كما يمكن فيما بعد إضافة عامل الحجم إلى اللعبة، بأن يطلب من الطفل أن يقوم بتصنيف الأشكال من الأصغر إلى الأكبر أو العكس.
بالإضافة إلى أنه يمكن في مرحلة من المراحل طلب الطفل التصنيف حسب الشكل واللون في نفس الوقت، ودون أن يكون هناك فاصل بين المهمتين.
ولا تنسوا تشجيع الطفل والثناء عليه في كل مرة ينجز مهمة أثناء اللعبة، فذلك سيحفزه على الاستمرار في اللعبة، ومحاولة إنجاز كل المهام بالشكل المطلوب.
وفي النهاية
فنجد أن لعبة "التصنيف حسب الشكل واللون" تعد واحدة من الألعاب الممتعة والمفيدة في نفس الوقت، وأنها تساهم في تطوير قدرات الأطفال الصغار وتحسين مهاراتهم.
كما أن اللعبة تعزز العلاقة بين الطفل والوالدين، وتحسن من التواصل والتفاهم بينهم.
ويمكن أن يتم تطبيقها في المدارس والروضات والمراكز التعليمية أيضاً.

تابعنا على