إن اللعب بالنسبة للأطفال هو أكثر بكثير من كونه مجرد وسيلة للترفيه وقضاء الوقت الفارغ، فهو يلعب دوراً مهماً في تربية الأطفال، وتنمية مهاراتهم، وتحسين قدراتهم الفكرية والاجتماعية والعاطفية.
اللعب هو لغة الأطفال الأساسية، التي يفهمون بها أكثر مما يفهمون أي لغة أو وسيلة تعليمية أخرى، هو الوسيلة التي يستكشف بها الأطفال العالم والحياة.
فمن خلال اللعب يحاول الأطفال التفاعل مع العالم من حولهم، واستكشاف غوامضه، وفهم قواعده، وتحديد الطرق المناسبة للتعامل معه.
ولا شكّ في أن الألعاب المشتركة بين الأطفال والوالدين تكون لها أهمية أكبر، وفوائد أكثر، فهي إلى جانب كونها فرصة لأن يقضي كلاهما وقتاً مع الآخر، فإنها تساعد على أن يتعرف كل منهما على الآخر بشكل أفضل.
كما أن الألعاب المشتركة تساعد الوالدين على نقل بعض الرسائل المهمة للأطفال، وعلى تعويدهم على عادات حسنة، ودفعهم للتخلص من عادات سيئة.
فهي باختصار وسيلة من أهم الوسائل التي يجب على الوالدين اغتنامها لتعليم وتربية أطفالهم بأفضل شكل ممكن.
لعبة الرسم والتخمين
هنا نقدّم لكم فكرة جديدة للعبة جديدة يمكن أن تلعبوها مع أطفالكم، مما يساعدكم على قضاء وقت ممتع معهم، وكذلك يساعد الأطفال على تلبية احتياجات فطرية لديهم، وتساعدهم كذلك على تنمية العديد من مهاراتهم العقلية والنفسية والاجتماعية.
اللعبة التي سنشرح لكم تفاصيلها اليوم هي لعبة "الرسم والتخمين"، والتي تعد من الألعاب التي تجمع بين المتعة والتعليم، بين الإبداع والتفكير.
فكرة اللعبة
فكرة اللعبة هذه قائمة على أساس حب الأطفال الشديد للألعاب التي تحفز التفكير لديهم، وتساعدهم على التخمين والتوّقع مما يساعد على تنمية فراستهم وتوسيع خيالهم.
وللقيام بلعب هذه اللعبة كل ما تحتاجون إليه هو ورقة بيضاء وقلم وبعض الوقت (وهو ما يجب ألا تبخلوا به على أولادكم).
ثم تبدؤون اللعبة بأن ترسموا جزءاً صغيراً من شيءٍ كبير، كأغصان شجرة، أو ساق طاولة، أو دواليب عربة، أو سقف منزل أو أي شيء آخر ترغبون به.
وتطلبون من طفلكم توّقع ما سترسمونه، ثم تكملون جزءاً آخر، وتطلبون منه التوقع مرة أخرى، هكذا حتى تنتهوا من رسم الشكل المطلوب كاملاً.
فإذا ما تمكن الطفل من توّقع الرسمة بشكل صحيح، سيستلم هو اللعبة ويبدأ برسم شيء يرغب به جزءاً بجزء وتقوموا أنتم بالتوّقع والتخمين.
ملاحظة
يمكنكم البدء برسم أمور سهلة وبسيطة يعرفها الطفل جيداً، ثم تنتقلوا بعدها لأمور أصعب بعض الشيء بشكل تدريجي.
في النهاية
إنّ هذه اللعبة تساعد على تنمية مهارات التفكير لدى طفلكم، وتقوّي من فراسته، وتوسع من مخيلته، وتعلمه بعض المهارات اليدوية الدقيقة مثل مسك القلم والرسم وما إلى ذلك.
فهي لعبة تساعد على تعزيز الإبداع وتنمية مهارات الرسم والتصوير لدى الأطفال، كما تحسّن اللعب من قدرات الأطفال الفكرية والعقلية، وتقوّي من فراستهم وتخيلهم.
كما أنه فرصة رائعة لزيادة التفاعل وتعزيز التواصل بين الوالدين والأطفال.


تابعنا على