تعتبر القصص وسيلة فعالة لتنمية خيال الطفل وتعزيز فهمه للعالم من حوله، وزرع الأخلاق والقيم فيه. لكن متى نبدأ بسرد القصص للأطفال؟ وماذا ينبغي أن نروي لهم؟ ما هي القصص المناسبة لكل مرحلة عمرية؟

متى ينبغي البدء بسرد القصص للأطفال؟
ينصح الخبراء ببدء سرد القصص للطفل بمجرد أن يبدأ في الانتباه إلى الأصوات من حوله، وتوجيه بصره نحو الأشياء التي نشير إليها، وعادةً ما يحدث هذا بدءًا من الشهر الثامن أو التاسع من عمر الطفل، مع العلم أن هذه المرحلة قد تختلف من طفل لآخر.
ويجب على الأمهات البدء بتجربة سرد القصص الملائمة لهذه الفترة العمرية من الشهر التاسع أو عندما تلاحظ هذه العلامات على طفلها، مهما كان الوقت.
قد تجد الأم في البداية أن الطفل لا ينتبه كثيرًا أو لا يعير اهتمامًا كبيرًا للقصص، وهذا أمر طبيعي وقد تختلف مدته من طفل لآخر، ولذلك يجب على الأم تجربة قراءة القصص للطفل بشكل متقطع وتدريجي لتختبر استجابته وقدرته.
ما هي نوعية القصص المناسبة لكل مرحلة عمرية من مراحل نمو الطفل؟
تُعدّ القصص أداة قوية في تنمية وتطوير مهارات الأطفال على مختلف الأصعدة، سواء كانت لغوية، معرفية، أو عاطفية. لكن للحصول على الفائدة القصوى من هذه الأداة، يجب اختيار القصص المناسبة لكل مرحلة عمرية بعناية.
حيث يمر الأطفال بمراحل نمو مختلفة، ولكل مرحلة خصائصها واحتياجاتها الخاصة من حيث نوعية القصص المناسبة، من قصص الأطفال الرضع التي تركز على الصور والألوان الزاهية، إلى القصص المعقدة للأطفال الأكبر سنًا التي تحمل في طياتها دروسًا أخلاقية وقيمًا تعليمية، تتنوع القصص لتتناسب مع نمو الطفل وتطوره.
هنا سنستعرض أنواع القصص المناسبة لكل مرحلة عمرية وكيف يمكن لهذه القصص أن تساهم في نمو الطفل بطرق مختلفة.
الأطفال الأقل من 12 شهراً
أما فيما يخص طبيعة القصص التي يجب قراءتها للطفل، فبالنسبة للأطفال الذين هم أقل من 12 شهرًا، يُفضل عرض صور النباتات والحيوانات والأشياء الموجودة في البيئة المحيطة بهم، والتحدث عن هذه الصور ووصفها، فالأطفال في هذا العمر يستمتعون بالنظر إلى الصور والألوان الزاهية. كما يمكن الإشارة إلى فضل الله سبحانه وتعالى في خلق هذه المخلوقات والأشياء التي تسهل حياتنا.
الأطفال بين 1 - 3 سنوات
أما بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وثلاث سنوات، ينبغي سرد القصص القصيرة والبسيطة، بعبارات سهلة ومفهومة. يُفضل أن تكون القصص متعلقة بالطبيعة من حولنا، تتحدث عن صفات النباتات والحيوانات وألوانها وسلوكياتها، مع الإشارة إلى نعمة الله في هذه المخلوقات.
الأطفال بين 4 - 6 سنوات
بالنسبة للأطفال من 4 إلى 6 سنوات، فإنهم يبدؤون بالتفاعل بشكل أكبر مع القصص، ويصبحون قادرين على فهم الحوارات البسيطة والمفاهيم الأخلاقية الأساسية، ولذلك يمكن البدء بقصص القرآن والسنة، بما في ذلك قصص الأنبياء، مع مراعاة اختيار الأجزاء المناسبة لأعمارهم والتي تجذب انتباههم، مثل القصص التي تتضمن حيوانات أو عناصر مشوقة أخرى.
يمكن أيضاً سرد قصص أخرى تحمل معاني في القيم والأخلاق والسلوكيات المشروعة.
الأطفال من سابعة وما فوق
عند بلوغ الأطفال سن السابعة وما بعدها، يكونون قادرين على فهم القصص المعقدة والتفاصيل الدقيقة، ويمكنهم استيعات القصص الطويلة التي تحمل مواضيع متعددة.
ولذلهم فهم يكونون قادرين على فهم قصص الأنبياء والسيرة النبوية وقصص الصحابة بشكل أعمق. ومع ذلك، يجب مراعاة التدرج في تعقيد القصص حسب العمر، حيث يختلف استيعاب الطفل ذو السبع سنوات عن الطفل ذو العشر سنوات.
من فوائد سرد القصص
تشير الدراسات إلى أن القصص تساهم في تطوير مهارات اللغة لدى الأطفال وتوسيع مفرداتهم، كما تعزز مهارات الاستماع والتخيل لديهم.
بالإضافة إلى ذلك تساعد القصص في تعزيز الإبداع والتفكير النقدي، وفي تحسين مهارات الاستماع والتركيز لدى الطفل.
كما أنها تعد من الوسائل المناسبة لبناء علاقة قوية بين الأهل والأطفال.

تابعنا على